pregnancy

كورونا.. جائحة تسقط محافظات اليمن تباعاً والحكومة ومليشيا الحوثي تجابهها بالصمت




صوت الشباب/وكالات 


يواصل فيروس كورونا غزو المحافظات اليمنية، مسقطاً إياها واحدة تلو الأخرى، فيما اكتفت الجهات الرسمية بالإعلان حيناً والتراجع حيناً آخر، الأمر الذي قابله المواطنون بحالة من السخط.
يقول الكاتب ناجي باباكر لوكالة خبر، جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، التي أصابت العالم أجمع بحالة من القلق والذعر، لم تجعل الدول تقف مكتوفة الايدي، مكتفية بندب حظها، وضرب الكف بالكف، فبينما أعلنت حالة الطوارئ وأغلقت المنافذ البرية والبحرية والجوية بوجه أبناء شعوبها قبل وافديها، سارعت إلى وضع خطط ودراسات محلية عاجلة لمجابهة هذا الفيروس القاتل والحد من تفشيه، فأغلقت الأسواق والمتاجر وغيرها، واكتفت ببعض الجزئيات التي تخص الخدمات الأساسية تحديداً.
ويضيف بابكر، الأهم من كل ذلك، هو سرعة حكومات بلدان العالم إلى إنشاء محاجر صحية، وتجهيزها بالمعدات والأجهزة الطبية الضرورية، فضلا عن أجهزة الفحوصات والعقاقير الأساسية اللازمة لاعطائها المصابين، وحملات التوعية والارشادات الهامة، وهو ما لم يتم -للأسف الشديد- في بلادنا اليمن، التي يفترض بان تكون أول وأكثر البلدان استعدادا لمواجهة هذه الجائحة نظرا لما يعانيه الشعب من حرب اشعلتها مليشيا الحوثي ودخلت عامها السادس على التوالي، دونما مراعاة المليشيا لخطر الجائحة حتى بعد ظهورها بالبلاد.
"الخطر الذي يهدد اليمن، بدرجة اساسية، لا يكمن في تفشي الجائحة وكيفية مجابهتها، بقدر استشعار السلطات التي تخضع البلاد لسيطرتها، سواء مليشيا الحوثي او الحكومة اليمنية المهاجرة في العاصمة السعودية الرياض".. هكذا يتحدث الدكتور محمد حزام العماري، مضيفا: "الهشاشة لدى السلطتين واللا مبالاة هي اكبر تهديد يعانيه المواطن اليمني، بدلالة غياب المحاجر الصحية المعدة اعدادا فعليا بالاجهزة والمعدات والادوية الاولية واجهزة التنفس الاصطناعي، وطريقة ادارتها لمجابهة الجائحة وآلية العمل اللازم تنفيذها، والطرق البديلة لتسهيل خدمات واحتياجات المواطنين في ظل ضرورة اعلان حالات الطوارئ، وعدم الخروج الا للضرورة ولأشخاص محدودين في كل عائلة او منزل".
ويتساءل العماري: ما الذي قدمته الحكومة في مناطق سيطرتها وماذا قدمت المليشيا الحوثية لمجابهة الجائحة باستثناء الارتزاق باسم الجائحة وتوسل المنظمات والبلدان بالمساعدة والمعونة، دونما التعاطي مع جائحة تسابق الزمن ولا يهمها تأخير أو تقديم المعونات والتبرعات؟!
سيتم محاكمة كل من يفرض قبضته على هذه البلاد، محليا ودوليا، فما يتعرض له الشعب هو جريمة لا تسقط بالتقادم، وتصفية الاغراض بالتراشق الاعلامي وكيل التهم لبعض عبر اصدار البيانات بالتكتم على حالات في صنعاء او مماثلة في عدن لا يخدم المواطن نفسه الذي يرزح تحت هجوم جائحة لا ترى بالعين المجردة حتى يتم تجنبها، بحسب العماري. 
حالة إصابة بتعز
يأتي ذلك بعد أن أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمجابهة كورونا، الجمعة 1 مايو 2020م، تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" في محافظة تعز، لمواطن في العقد الرابع من العمر.
وكانت ذات ‏اللجنة قد أعلنت، مطلع الأسبوع المنصرم، تسجيل خمس حالات إصابة بفيروس كورونا في مدينة عدن، وقبلها حالة مماثلة في مديرية الشحر بمحافظة حضرموت، ظهرت حالات شبه مؤكدة في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، إلا أن التكتيم والنفي كان سيد الموقف في الأخيرة. 
تراشق إعلامي
التراشق الإعلامي بين الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية حضر بقوة، فبينما أغلقت أطقم أمنية تابعة لأمانة العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، مساء الأربعاء، حي باب السلام بصنعاء القديمة، بعد ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا، ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج من السوق والأحياء المجاورة له وقيامها بعملية رش وتعقيم الشوارع والازقة، نفت تسجيل حالة إصابة.
حالة النفي أو الهروب الحوثي من الاعتراف زاد من فجوة عدم الثقة بين المواطن المتواجد في مناطق سيطرة الحوثيين قبل أن يخلق صراعا إعلاميا بينهم والحكومة، خصوصا وقد سبق ان الأيام القليلة الماضية قامت المليشيا نفسها بطوق امني مماثل وعمليات رش في أحياء بالحصبة وأسواق شميلة جنوبي العاصمة، بعد ظهور حالات يقول اطباء ومراقبون انها اصابات مؤكدة، بعضها توفيت.
وكانت مصادر طبية أكدت وجود العديد من الحالات إلا أن المليشيا أصرت على التعامل معها كحالات مصابة بحمى المكرفس، وقامت بحجر بعض الحالات في فندق موفنبيك الذي استولت عليه قبل فترة وجيزة لتعلن تحويله إلى حجر صحي، حد زعمها.
مصادر طبية أفادت بأن مليشيا الحوثي نقلت 3 حالات مؤكدة من مستشفى الجمهوري إلى فندق موفنبيك.
وأكدت المصادر بوجود 7 حالات مصابة بمستشفى الكويت وأن حالة مؤخرة تم اكتشافها في حي السنينة وتم حجر ذويه وجيرانه في منازلهم.
منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، حذرت في وقت سابق بعد الإعلان في العاشر من الشهر الجاري عن تسجيل أول إصابة بكورونا في محافظة حضرموت من أن الفيروس موجود الآن في اليمن، وقد ينتشر بسرعة، الا ان ذلك التحذير قوبل بتعاط سلبي للغاية. 
13 حالة إصابة
مصادر اعلامية نقلا عن مصادر طبية، أكدت حصولها على معلومات موثوقة بوجود إصابات بفيروس لعدد 13 حالة متواجدة حالياً بمستشفى الكويت بصنعاء في وضع سيء جداً.
ووفقا للمصادر، تتعامل المليشيا الحوثية مع الأمر بعنجهية وتحتجز الكادر الطبي بالمشفى في ظل عدم وجود حتى ابرة، موجهة نداء ومناشدة إلى المنظمات الدولية بالنزول الى المستشفى والتأكد من الوضع.
التأكيدات حول ظهور حالات اصابة بالعاصمة صنعاء لم تعد محل شك باستثناء الانكار الحوثي الذي يعرض الملايين لخطر جائحة الفيروس الاكثر خطرا على مستوى العالم.
إيقاف الصلاة
وكالة خبر رصدت سلسلة تغريدات على حساب اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا في اليمن، فجر الجمعة 1 مايو 2020 على منصة التواصل "تويتر"، اكدت خلالها بانَّها "نأمل من مكتب الشؤون الإنسانية @OCHAYemen التابع للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية @WHOYemen الضغط على المليشيات الحوثية لتشارك المعلومات بشفافية مطلقة والكشف عن الحالات الموجودة لديهم، انطلاقاً من المسؤولية الأخلاقية ومن أجل حماية المواطنين اليمنيين".
ودعت جميع المواطنين إلى الالتزام بالتدابير والتعليمات الصحية الوقائية، وعدم التجمعات في الأسواق العامة، ووقف صلاة الجمعة والجماعة في هذا الظرف الاستثنائي، الأمر الذي يتطلب متابعة الأجهزة الأمنية لتثبيت ذلك وحماية المواطن الذي ما زال يقابل الخطر باستهتار ايضا. 
وأشارت إلى أنه تم اتخاذ جملة من الإجراءات الاحترازية، وان اجتماعا يوميا لتقييم الوضع، الا انها لم تأخذ بجدية بعين الاعتبار الإجراءات الأكثر أهمية وهي المحاجر والتجهيزات والنزلات الميدانية الرقابية على الصيدليات ومحلات بيع المطهرات والكمامات وأدوات التعقيم وغيرها.